الجمعة، 23 فبراير 2018

تونس أفضل بلد يتقن اللغة الإنقليزية في العالم العربي


تونس أفضل بلد يتقن اللغة الإنقليزية في العالم العربي

احتلت تونس المرتبة الأولى في العالم العربي، على مستوى إتقان اللغة الإنكليزية، وفق دراسة نَشرها مؤشر Education First English Proficiency الذي يُصَنِّف بلدان العالم وفقاً لمستوى إتقانهم للغة الإنكليزية.




قضايا الساعة - تونس أفضل بلد يتقن اللغة الإنقليزية في العالم العربي إعداد وتقديم : الأستاذ محمد ناجى الرزقي بثت بتاريخ 14122017 **************************** FREQ: Nilesat,11657 Mhz ,H, FEC ¾ , SR:27500

********************
وأوضحت الدراسة أن اتقان الانكليزية في تونس قد تحسن من ضعيفٍ جداً في عام 2016 إلى ضعيفٍ في عام 2017، إلا أنها البلد العربي الذي يتقن بشكل أفضل لغة شكسبير، مشيرة إلى أن النساء يتحدثن اللغة الإنكليزية أكثر بقليلٍ من الرجال.
واحتلت تونس المرتبة 56 عالميا، بمعدلٍ إجماليٍّ يقارب 49.01، تليها الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 57 والمغرب في المرتبة 60، ثم الأردن في المرتبة 63 ومصر 66 والمملكة العربية السعودية 72. أما بالنسبة للجزائر، فتأتي في المرتبة 76.
وتصدرت هولندا المرتبة الأولى في قائمة البلدان الأكثر تمكناً من اللغة الإنكليزية، تليها بفارق بسيطٍ السويد والدنمارك والنرويج. وتحتل المراكز العشرة الأولى كل من فنلندا، لوكسمبورغ، ألمانيا والنمسا.
في حين أن فرنسا تحل في المرتبة 32، مما يجعلها قبل الأخيرة في الترتيب الأوروبي، قبل إيطاليا مباشرةً. وتأتي الصين في المرتبة 36 بمستوى ضعيفٍ، قبل اليابان 37، البرازيل 41 وكوبا 48.في حين أن لاوس والعراق وليبيا هي البلدان الثلاثة التي لا تجيد اللغة الإنجليزية.
وشملت الدراسة قائمة تضم 80 دولةً غير ناطقة بالانكليزية، وذلك اعتماداً على اختباراتٍ موحدةٍ في هذه اللغة أجريت لأكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
*********
سألت أحد أقاربي الذي أرسل ابنه لمواصلة تعليمه العالي في باريس عن أحوال دراسة ابنه، فأجابني والحيرة تملأ قسمات وجهه " للأسف موش جايب روحو! عنده عائق اللغة، هناك عدد من المواد العلمية والبحوث باللغة الإنجليزية وهو كما تعلم لا يتقن الا الفرنسية" فسألته باستغراب كيف يدرس في باريس وباللغة الإنجليزية، فأجابني "تلك هي الحقيقة المرة".



إذا كان هذا حال عدد من المعاهد العليا والجامعات الفرنسية في اختصاصات المال والأعمال وبعض الاختصاصات الهندسية والمعلوماتية وقد تحولت من التدريس باللغة الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية في عقر دار "موليير"، فلماذا تصر تونس البلد المتفتح على العالم على مواصلة تدريس جميع المواد تقريبا بالفرنسية في المرحلة الثانوية والتعليم العالي؟
لماذا هذا العبث بمستقبل أبنائنا وبالمستقبل العلمي لتونس؟ لماذا نتشدق بأننا بلد قوي بكفاءته وبلد ذو منزلة ثقافية وعلمية مرموقة في حين أن الجمود والتكلس ورفض التغيير إلى الأفضل يملأ عقليتنا.

لماذا نجد جامعات غانا وكينيا وعين شمس وبير زيت في مراتب متقدمة في ترتيب أفضل الجامعات في العالم ولا نجد أي جامعة تونسية؟
لماذا عدد المنشورات العلمية في المجلات المصنفة وبراءات الاختراع لدولة الكويت والجمهورية اللبنانية أكثر بعشرات الأضعاف مما لدينا؟

لماذا نجد عشرات آلاف الموظفين الأردنيين والمصريين والسوريين يعملون في مناصب عليا في دول الخليج والمنظمات الدولية وكبريات الشركات متعددة الجنسيات في حين أن أعدد موظفينا بها بسيط جدا بل في بعض الأحيان يعد على الأصابع؟

نحن في تونس نقولها وبكل فخر: لا ينقصنا الذكاء ولا تنقصنا المعرفة ولا تنقصنا الكفاءة العلمية لكن تنقصنا القدرة على التواصل الفعال بلغة العالم وبلغة العلم والمعرفة. هذه حقيقة علينا أن نعيها جيدا ونستوعبها ونتوحد لإيجاد حل لها.

ما يثير الاستغراب حقيقة في تونس هو صمت الأولياء وقبولهم بمنظومة تعليمية تعتمد أساسا على اللغة الفرنسية وهي مع احترامي لكل الناطقين بها، لغة في نزول متواصل، لغة انحدرت من "العالمية" إلى "المحلية"، فهي تستعمل حصريا في فرنسا وأجزاء من بلجيكا وسويسرا وكندا و كذلك في بعض البلدان الإفريقية الفقيرة مثل تشاد ومالي والسنيغال.

و من غرائب الأمور في تونس أن تجد بعض الأولياء - الذين ربما يعانون مركب نقص من إتقان اللغة الفرنسية بطلاقة، أو عقد السيد الأبيض الفرنسي الأنيق - تجدهم يتحدثون مع أبنائهم منذ الولادة بالفرنسية ويسعون لإدخالهم لمدارس فرنسية، ولا يشاهدون إلا القنوات الفرنسية ولا يستمعون إلا إلى الإذاعات الفرنسية. والنتيجة في الأخير تلميذ أو طالب منقطع عن واقعه وعن العالم من حوله، حيث أنه لا يراه إلا من المنظور الفرنسي الذي يعادي الاختلاف ولا يقبل بتعدد الثقافات ويؤمن بالوصاية والأبوية (Paternism). والسؤال الموجه لهم هل العالم بعد عشرين سنة سيكون مثل العالم اليوم؟ والذكي من يستقرأ المستقبل ويعد الأجيال لذلك.

ألا يعلم التونسيون أن المنظومة التعليمية الفرنسية ليست موجودة ضمن أفضل عشر منظومات تعليمية في العالم  ويمكنكم الاطلاع على هذا التصنيف كما أنها ليست أيضا ضمن افضل عشرين منظومة تعليمية في العالم  حسب تصنيف آخر. فلماذا هذا الإصرار على تحطيم أمال ومستقبل أبنائنا بمنظومة تعليمية اعترف الفرنسيون أنفسهم بفشلها ويحاولون جاهدا ترقيعها.
أليس من الأولى الضغط الجماعي للتونسيين والتونسيات لتغيير المناهج التعليمية الحالية، لضمان مستقبل أبنائهم وبناتهم.


إن كنتم تنتظرون أن تبادر الدولة أو الطبقة السياسية بذلك فهذا من المستحيلات. أنظروا إلى أغلب السياسيين وعموم المسؤولين الإداريين هل يتقنون اللغة الإنجليزية؟ هل يحتاجون إلى اللغة الإنجليزية؟ هل هم واعون بأهمية التعليم باللغة الإنجليزية؟ الإجابة عموما "لا". بل على العكس فإن اللغة الفرنسية تمثل لهم منطقة رفاهية “Comfort Zone” ولا أحد يريد الخروج منها.

هل رأيتم وزيرا أو مديرا عاما أو حزبا سياسيا أو حتى نائبا في البرلمان يعد بتغيير المنظومة التعليمية والخروج بها من تحت العباءة الفرنسية السوداء إلى الانفتاح على العالمية؟ هل وعدكم حزب سياسي واحد بأنه سيغير لغة التدريس من الفرنسية إلى الإنجليزية لإدخال تونس إلى القرن الواحد والعشرين حقيقة؟

لماذا هذا الخوف من التغيير نحو الأفضل نحو العالمية نحو العلم نحو الانعتاق من براثن فرنسا واستعمارها الثقافي والاقتصادي؟ لماذا لا نريد مستقبلا مشرقا لأبنائنا وبناتنا لا تكون فيه اللغة الإنجليزية حاجزا أمامهم نحو البحث والتطوير والتجديد والعالمية و التميز؟

إن الاستثمار في تعليم تلاميذنا وطلبتنا باللغة الفرنسية هو استثمار فاشل ومحدود الإمكانيات والنتائج، واذا كان الاقتصاد التونسي يتطلب اللغة الفرنسية الآن فقد لا يحتاجها البتة خلال عشرين عاما. لذلك على الأولياء وخاصة أولئك الذين يُدجنون أباءهم تدجينا لتعلم الفرنسية أن يعوا أن العالم يتغير وأن العلم والمعرفة والبحث والتطور وضمان المستقبل يكون بإتقان لغة العلم والمعرفة.

إن بناء مستقبل تونس العلمي يكون بتنشئة الأجيال على التشبع بلغتهم العربية أولا، ثم فتح أفاق العالم أمامهم بتمكينهم من التعلم و التواصل باللغة الإنجليزية مع تربيتهم على النزاهة وحب الاطلاع والبحث وعدم الركون للمسلمات لاسيما إذا كانت موروثة عن المستعمر. لذلك على كل التونسيين و التونسيات و كل الجهات الفاعلة في البلاد أن تكون واعية بخطورة هذا التحدي. فإما أن نبقى دويلة صغيرة بلا علم و لا معرفة و لا مستقبل، يتعلم فيه أبناءنا فتات ما تجود به علينا فرنسا من مواد مُترجمة، وإما أن نبدأ بالتغيير تدريجيا نحو العالمية والأخذ بنواصي العلم و المعرفة و نرسم مستقبلا مشرقا لأبنائنا و بناتنا تكون أفاق العلم و البحث و التميز أمامهم مفتوحة يؤثرون و يتأثرون.
***********
سأدلي بشهادة حية من صميم الواقع .. كلّ التّونسيين الذين أعرفهم شخصيّا و الذين يشغلون مناصب مرموقة في الخليج أو في أوروبا .. يتقنون اللغة الانجليزية و يتحدّثونها بطلاقة .. وهم بالطّبع أقلّية ,,كان من الممكن أن يكون العدد أكبر لو توفّرت اللّغة للبعض الاخر!!
سألني زميل قديم ..طبيب اختصاص.. هل هناك فرص ؟؟ فقلت طبعا .. .. فمهمه و أجاب : ولكنّ اللّغة ...وضلّ الكلام معلّقا!!!
احدى معارفي .. سألتها زميلتها الباكستانية .. اذن أخبريني ..الى أي مدى كانت اللغة الفرنسية مفيدة بالنسبة لك؟؟؟ فاجابتها بمرارة : لا شيء!!
في الخليج تدرّس الفرنسية في بعض المدارس الخاصّة .. احتجّ الاولياء و طالبوا بشطبها عن المقرّر .. لانّ أبناءهم لن يستعملوها أبدا خلال حياتهم !! و هي عبء ثقيل عليهم!!
**********
لتونسي شخص لا لغة له

عندما أستمع إلى إذاعة أو تلفزة، أشعر بالتقزز من اللغة المستعملة في هذه الوسائل الإعلامية
المواطن التونسي هو شخص لا لغة له، و من لا لغة له، لا هوية له ،و من لا هوية له فهو حيوان ناطق
و حتى أكون أكثر وضوحا، أقول بأن المواطن التونسي عاجز على تكوين جملة باللغة العربية، و عاجز على تكوين جملة باللغة الفرنسية، إذ هو ينطق بخليط ركيك و مستهجن من هاتين اللغتين
و من خلال تجربتي الشخصية، أقول بأن في كتابة العلوم على سبيل المثال، تأتي اللغة العربية في المرتبة الأولى، تليها اللغة الانكليزية، فلماذا إذًا التشبث بالفرنسية في مدارسنا؟
أُنْهِي تدخلي بالتذكير أنه في القرن الثامن، كانت العربية هي اللغة المستعملة في نشر الاكتشافات العلمية، تماما كما هو الحال الآن للانكليزية، وكان الباحثون الفرس، مجبرون على ترجمة نصوصهم العلمية من الفارسية للعربية بغية نشرها
و في الختام، أقول لبني وطني، تكلموا عربية و ارفعوا رؤوسكم، فإنكم تتكلمون لغة القرآن

Post a Comment

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق