الثلاثاء، 13 مارس 2018

نصيحة للمعتمر التونسي. كيف تتسوق بذكاء في المدينة المنورة




أما بعد،
فقد ثبت في صحيح مسلم رحمه الله من حديث تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله و سلم قال: “الدين النصيحة, قلنا: لمن؟ قال: لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم”.
و عملا بهذا الحديث رأيت أن أجمع في هذه السطور بعض النصائح التي تفيد إخواني المعتمرين من تونس في رحلتهم إلى الحرمين و سيكون التركيز في هذه النصائح على حسن تدبر الامور في بلاد الحرمين مكة المكرمة و المدينة المنورة و لعل ابرز ما يهم المعتمر التونسي بعد اتمام المناسك و الزيارة التسوق و شراء الهدايا للاحبة في تونس ..
و لكن بداية أقول إنه من الفضل العظيم أن يمن الله عز وجل عليك اخي و اختي المسلمة بزيارةٍ لبيته الحرام و مدينة رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات و التسليم.
أخي الكريم.. أختي الكريمة.. يا من اصطفاكم الله لهذا الفضل العظيم أوصيكم و نفسي بتقييد هذه النعمة و غيرها من النعم التي لا تحصى بالشكر, فالشكر قيد النعم اشكروا الله باللسان و القلب والجوارح و الأركان:
أفادَتْكُمُ النَّعْماءُ منّي ثَلاثةً يَدِي ولِسَاني والضَّميرَ المُحَجَّبا
و أعظم ما نشكر الله به هو إخلاص النية لله و البعد عن الرياء فإن هذا مما يحبط الأعمال. و من شكرِ الله الإجتهاد في العبادة في هذه الأماكن الفاضلة فالصلاة في المسجد الحرام بأفضل من مئة ألف صلاة و الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل من ألف صلاة فيما سواهما من المساجد كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم.
و من شكر الله عدم الإحداث ( أي ارتكاب المخالفات ) في هذين المكانين الفاضلين بتدخين و غيبة و تفريط في الحجاب.. و غير ذلك من المخالفات التي نراها من إخواننا المعتمرين وفقنا الله و إياهم لكل خير و صرف عنا وإياهم كل شر.
و إن من الصوارف عن تحقيق الشكر لله على الوجه الأكمل و التفرغ للهدف الأسمى من هذه الرحلة موضوع الأسواق و شراء الهدايا للأهل و الأصحاب و ما يُستهلك في ذلك من وقت و مال – وليس في شراء الهدايا حرج بل لو احتسب المرء في ذلك نال أجرا بإذن الله فإن النبي صلى الله عليه قال: ” تهادوا تحابوا” و إنما الحرج أن يصير هذا هو مقصد السفرة !!
لذلك رأيت أن أُسدي بعض النصائح لإخواني المعتمرين عَلِّي أوفر عليهم شيئا من الوقت و المال.
بداية و قبل كل شيء ينبغي لكل معتمر أن ينسخ جواز سفره في تونس (صفحة البيانات و صفحة التأشيرة) أكثر من نسخة حتى يتمكن من استخراج شريحة اتصال (sim) بأيسر الطرق و قد يحتاجها لأمور أخرى لأن الجواز يُسحب منه فور وصوله إلى المملكة.
ثم أولى النصائح:
أذكر إخواني بأن أغلب البضائع الموجودة في أسواق الحرمين هي من إنتاج الصين و الصين كما هو معلوم للجميع قد غزت العالم كله ببضائعها الرديئة (شِنْوَا ) لذلك لا تنشغلوا عن عباداتكم في سبيل ملء حقائبكم ببضائع رديئة أكثرها موجود في تونس!!!
ثانيا/ من أهم الأمور التي يبحث عنها الزوار و المعتمرون هي الإلكترونيات( جوال – تابلت – ايباد – كمبيوتر ) و ما شابه, لذلك أنصح الجميع بالتوجه للشركات المختصة في هذا المجال مثل مكتبة جرير (في شارع سلطانة ) و إكسترا (في العالية مول أو الحسن مول) و كارفور (في الراشد مول ) لأنها شركات لها فروع في كامل أنحاء المملكة و تعطي ضمانا لمدة سنتين على أغلب القطع الإلكترونية بخلاف المحلات التي حول المسجد النبوي أو المسجد الحرام فإن أكثر بضائعها غير مضمونة و غير أصلية أحيانا!!
ثالثا/ كذلك من الأمور التي يحرص المعتمرون على شرائها التمور و أنصح الجميع بالتوجه لسوق التمور في الجهة الجنوبية للمسجد النبوي (جهة القبلة ) أو بالذهاب للحلقة (سوق الخضار المركزي ) و ذلك في سيارة – تاكسي – لأن الأسعار هناك ستكون أرفق و الخيارات أكثر.
أفضل التمور العجوة لما ورد فيها من الفضل و البَرْني كذلك ورد فيه فضل في السنة النبوية ثم سكرية القصيم و الصُّقعي وغيرها من التمور.. و الأمر في الأخير يرجع للأذواق.
رابعا/ من الأمور التي يحرص عليها الناس هي الملابس و أنصح بالتوجه لسوق ( البدر) في طريق المطار, بضائعه في الجملة تعتبر جيدة و أفضل من غيرها الموجودة في بقية (المُولات = المجمعات التجارية )وكذلك أمامه مباشرة سوق اسمه (فاين لوك) و قريب منه محل للأثواب الرجالية (الشياكة ) و محل للأحذية (خطوات ) كذلك في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي متجر اسمه (سنتر بوينت) بضائعه غالية نوعا ما.
خامسا/ بالنسبة لما يحتاجه المعتمرون من هدايا خفيفة و رخيصة كالسجادات و البخور و الألعاب وووو فأنصح بالتوجه إلى عمارة الداودية سابقا الأندلس حاليا حيث محلات الجملة لمثل هذه المقتنيات.
هذه في ظني أهم الأمور التي تشغل الناس و تأخذ من أوقاتهم الكثير على حساب عباداتهم!
ملاحظة: ذكرت محلا ت و متجر المدينة لسبيبن:
– لأني مقيم المدينة و أعرفها جيدا بخلاف مكة.
– و لأن المعتمرين غالبا ما يملؤون حقائبهم من المدينة.
و في الأخير أعود لأذكر إخواني بأن هدفهم الأول هو العمرة والصلاة في الحرمين فليحرصوا أشد الحرص على تفقّه و تعلم مناسك العمرة و الاقتداء في ذلك بسيد المرسلين الذي قال في الحديث الصحيح “خذوا عني مناسككم”.
فالعمل الصالح لا يكون صالحا مقبولا عند الله عز وجل إلا إذا تحقق فيه شرطان مجتمعان:
– الإخلاص لله عز و جل.
– و المتابعة للنبي صلى الله عليه و سلم.
و كذلك ينبغي للمسلم أن يتعلم آداب زيارة الحرمين و ما تشرع زيارته و ما لا تشرع زيارته سواء في المدينة أو مكة
و ختاما أرجو أن أكون قد وُفِقت في جمع هذه النصائح و أسأل الله أن يتقبل مني و منكم صالح الأعمال و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه
كتبها محبكم محمد غربال نزيل المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلوات و أزكى التسليم.
Post a Comment

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق