السبت، 28 مارس 2020

هل الميت بفيروس كورونا شهيد؟





هل الميت بفيروس كورونا شهيد؟







هل ميت الكورونا شهيد وهل يغسل ويصلى
عليه؟
الشهيد
- على ثلاثة أقسام:
الأول:
شهيد الدنيا والآخرة.
والثاني:
شهيد الدنيا.
والثالث:
شهيد الآخرة.
فشهيد الدنيا والآخرة هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبلاً غير مدبر لتكون كلمة
الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا، لما جاء عن
أبي موسى رضي الله عنه قال: إن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال مستفهماً: الرجل يقاتل
للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال ﷺ:
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .
أما شهيد الدنيا فهو من قتل في قتال مع الكفار وقد غل في الغنيمة،
أو قاتل رياء، أو عصبية عن قومه، أو لأي غرض من أغراض الدنيا، ولم يكن قصده إعلاء
كلمة الله، فهذا وإن طبقت عليه أحكام الشهيد في الظاهر من دفنه في ثيابه ونحو ذلك
لكنه ليس له في الآخرة من خلاق، ونحن نعامل الناس على حسب الظاهر في الدنيا، والله
الذي يعلم الحقائق هو الذي يتولى حسابهم يوم القيامة.
وأما شهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا
يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، فهذا أصناف منهم المقتول ظلماً من غير قتال،
وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه
السلامة بخلاف من ركبه وكان الغالب عدم السلامة أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي
ونحو ذلك.
جاء
في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون،
والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله
.
وفي
حديث رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عتيك أنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد،
والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت
الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد
.
الموت بالطاعون، قال ﷺ: الطاعون شهادة لكل مسلم ، وقال
أيضاً لما سئل عن الطاعون: إنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله
رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً يعلم أنه لن يصيبه
إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد
.
من مات بداء البطن؛ وأمراض البطن كثيرة ومنها الكليرا ،عن عبد
الله بن يسار قال: كنت جالساً وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، فذكروا: أن رجلاً
توفي مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهداء جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم
يقل رسول الله ﷺ: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره؟  فقال الآخر: بلى، وفي رواية: صدقت..
الموت بالغرق والهدم؛ لقوله ﷺ: الشهداء خمسة: المطعون الذي
أصيب بالطاعون، والمبطون  الذي قتل بداء
البطن، ومات بسبب مرض في بطنه، ، والغرق الذي مات غريقاً، وصاحب الهدم  الذي انهدم عليه بيته، انهدم السكن الذي يسكن
فيه، وقع عليه جدار أو حائط، مات بسبب الهدم، وكثير من الذين يموتون في الزلازل
كذلك، وصاحب الهدم  والشهيد في سبيل الله .
موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها؛ لحديث عبادة بن الصامت: أن رسول الله
ﷺ عاد عبد الله بن رواحة فما تحوز له عن فراشه -أي تنحى- فقال: أتدري من شهداء
أمتي؟  قال: قتل المسلم شهادة، قال: إن
شهداء أمتي إذن لقليل، قتل المسلم شهادة، والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعاء  التي تموت وفي بطنها ولد، والمرأة يقتلها ولدها
جمعاء شهادة
وكذلك من أنواع شهداء الآخرة: الموت بداء السل، لقوله ﷺ: القتل في سبيل الله شهادة،
والنفساء شهادة قال في الحديث: والسل شهادة، والبطن شهادة فالذي يموت بالسل إذن
شهيد إن شاء الله.
وكذلك الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه، قال ﷺ: من قتل دون ماله
فهو شهيد ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا
رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي، قال: فلا تعطه مالك، قال: أرأيت إن
قاتلني؟ قال: قاتله -وليس الأمر للوجوب- قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني، قال:
فأنت شهيد ، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار رواه مسلم.
ومن الشهادة أيضا الموت بالحرق، لقوله ﷺ: الشهداء سبعة سوى القتل في
سبيل الله، وقال: والحرق شهيد فالذي يموت محترقاً فهو من أنواع الشهداء.
وهؤلاء
الأصناف الذين تقدم ذكرهم من شهداء الآخرة ماذا يفعل بهم من جهة الأحكام في
الدنيا؟
قال
العلماء: لا يغسل الشهيد، أي: قتيل المعركة مع الكفار،
أما
شهداء الآخرة الآخرين فالأصل أنهم يغسلون و يصلى عليهم الجنازة إلا من تعذر تغسيله
وبالنسبة
للكورونا فقد أفتت دار الافتاء المصرية بما يلي:
في
زمن انتشار الأوبئة التي تُثبِت الجهات الطِّبيَّة المختصَّة أنَّها تنتقل من
المَيِّت لمن يلمسه، يُكتَفَى بصبِّ الماء عليه وإمراره فقط بأي طريقة كانت دون
تدليكه، مع أخذ كل التَّدابير الاحترازية لمنع انتقال المرض إلى المغسِّل، من
تعقيم الحجرة، وارتداء المُغسِّل بدلة وقائية، وفرض كل سُبُل الوقاية من قِبل أهل
الاختصاص في ذلك قبل القيام بإجراء الغُسل؛ منعًا من إلحاق الأذى بمن يباشر ذلك.
وإن
كان يُخشى من نزول سوائل من جُثَّته؛ فمن الضَّروري إحاطة الكفن بغطاءٍ مُحكم لا
يسمح بتسرُّب السَّوائل منه.
كما
أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز عدم تغسيل موتى كورونا، كما يجوز التيمم
للموتى إذا ثبت طبياً ان المتوفى بمرض ما يتعذر غسله، لكونه مظنة حصول العدوى.
   ومَن خرجَ من المستشفى مُجهَّزًا بكفنه يجوز
لأهله أن يُصلُّوا عليه صلاة الجنازة في الخلاء بدل المسجد، ويجوز أن يُصلِّيَ
عليه اثنان -أقل عدد لصلاة الجماعة-، كما يُجوز لمن لم يُصلِّ عليه -بسبب الخوف من
الاختلاط والمزاحمة وانتشار الوباء- أن يُصلِّيَ عليه عند قبره منفردًا، ويجوز
أيضًا أن تُصلَّى عليه صلاة الغائب.
وكلُّ
ما سبق يتَّفق ومقاصد الشَّريعة العُليا، وكذلك تدلُّ عليه الأدلَّة الشَّرعيَّة
المُعتبرة؛ إذ الضَّرورات تبيح



 محمد الناجي الرزقي

Post a Comment

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق