(2) كتاب الصلاة
الصلاة لغةً: الدعاء،
وسميت الصلاة الشرعية صلاة لاشتمالها عليه، وبهذا قال الجمهور من أهل اللغة وغيرهم
من أهل التحقيق.
وقال صلى الله
عليه وسلم: «إذا دعى أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليصلِّ... » ([3]) أي: ليدعُ
لصاحب الطعام.
والصلاة في
الاصطلاح: التعبدُّ لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة مُفتتحة بالتكبير، مختتمة
بالتسليم، مع النية، بشرائط مخصوصة.
منزلتها من
الدين:
1- الصلاة آكد
الفروض بعد الشهادتين وأفضلها، وأحد أركان الإسلام، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول
الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان والحج»([4]).
2- وشدد الشارع
النكير على تاركها حتى نسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفر، فقال: «إن
بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة»([5]).
وقال عبد الله
بن شقي (تابعي): «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال
تركُه كفر غير الصلاة»([7]).
3- والصلاة
عمود الدين لا يقوم إلا به، كما قال صلى الله عليه وسلم: «رأس الأمر الإسلام، وعموده
الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»([8]).
4- وهي أول ما
يحاسب عليه العبد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب عليه العبد
يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر».
5- كانت الصلاة
قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «وجعلت
قرة عيني في الصلاة».
6- وقد كانت
الصلاة آخر وصية وصىَّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقته الدنيا،
إذ قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة وما ملكت أيمانكم».
7- وهي العبادة
الوحيدة التي لا تنفكُ عن المكلَّف، وتبقى ملازمة له طول حياته لا تسقط عنه في أية
حال.
8- وللصلاة من
المزايا ما ليس لغيرها من سائر العبادات ومن ذلك:
(أ) أن الله
سبحانه وتعالى تولىَّ فرضيتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخاطبته له ليلة
المعراج.
(ب) أنها أكثر
الفرائض ذكرًا في القرآن الكريم.
(جـ) أنها أول
ما أوجب الله على عباده من العبادات.
(د) أنها فرضت
في اليوم والليلة خمس مرات بخلاف بقية العبادات والأركان.
الصلاة قسمان: فرض
وتطوُّع:
1- فالفرض: هو
الذي من تركه عامدًا كان عاصيًا لله عز وجل، وهو نوعان:
(أ) فرض عين: متعين
على كل بالغ عاقل، ذكر أو أنثى، حر وعبد، كالصلوات الخمس.
(ب) فرض كفاية:
إذا قام به بعض الناس سقط عن سائرهم، كالصلاة على الجنازة.
2- والتطوع: هو
ما لا يكون تاركه عمدًا عاصيًا لله تعالى، كالسنن الراتبة والوتر وغيرها مما سيأتي،
لكن يستحب أداء صلاة التطوع، ويكره تركها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق