الأغسال المُسْتَحَبَّة:
1- الاغتسال للعيدين: وقد ورد عن الفاكه بن سعد: «أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يغتسل يوم الفطر والأضحى»([1])
لكنه ضعيف.
لكن ربما يستدل على استحباب ذلك بأنه ثابت عن علي بن أبي طالب وابن عمر: فعن
زادذان أن رجلاً سأل عليًّا رضي الله عنه عن الغسل؟ فقال: «اغتسل كل يوم إن شئت، فقال:
لا، الغسل الذي هو الغسل؟ قال: «يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الفطر»([2]).
وعن نافع: «أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى
المصلى»([3]).
2- الاغتسال بعد الإفاقة من الإغماء: لأن النبي صلى الله عليه وسلم «اغتسل
من الإغماء»([4])
وذلك كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم وقد نُقل الإجماع على استحبابه، وقاس
العلماء الإفاقة من الجنون على الإغماء.
3- الاغتسال للإحرام بالحج أو العمرة: لحديث زيد بن ثابت أنه: «رأى النبي
صلى الله عليه وسلم تجرَّدَ لإهلاله واغتسل»([5]).
وتغتسل المرأة ولو كانت حائضًا أو نفساء، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
لأسماء بنت عميس –حينما ولدت في الحج- بالغُسل([6])،
وسيأتي في «الحج».
4- الغسل لدخول مكة: لحديث ابن عمر: «أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى
حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهارًا، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله»([7]).
5- الاغتسال عند كل جماع إذا تعدد: لحديث أبي رافع: أن النبي صلى الله عليه
وسلم طاف ذات ليلة على نسائه يغتسل عند هذه وعند هذه، قال: فقلت: يا رسول الله ألا
تجعله واحدًا؟ قال: «هذا أزكى وأطيب وأطهر»([8]).
6- الاغتسال بعد تغسيل الميت (إن صَحَّ الحديث):
فقد ورد من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «من غسَّل ميتًا فليغتسل»([9]).
7- اغتسال المستحاضة لكل صلاة: وقد ورد أمر المستحاضة بالغسل عند كل صلاة
في جملة من الأحاديث الضعيفة([10]).
لكن ثبت عن عائشة: أن أم حبيبة استُحيضت سبع سنين، فسألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن ذلك، فأمرها أن تغتسل فقال: «هذا عرق» فكانت تغتسل لكل صلاة([11]).
قال الشافعي –رحمه الله-: إنما أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
تغتسل وتصلي([12])
وليس فيه أنه أمرها أن تغتسل لكل صلاة، ولا شك –إن شاء الله- أن غسلها كان تطوعًا
غير ما أمرت به وذلك واسع لها. اهـ([13]).
قلت: وهذا قول جمهور العلماء من السلف والخلف: أن المستحاضة لا يجب عليها
الغسل لكل صلاة.
النية شرط لصحة الغُسل: لأن الغسل عبادة لا تعلم إلا بالشرع فكانت النية
شرطًا فيها، وهي عزم القلب على فعل الغسل امتثالاًَ لأمر الله تعالى ورسوله صلى
الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}([14])
والإخلاص: النية في التقرب إلى الله تعالى، والقصد له بأداء ما افترض على عباده
المؤمنين، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»([15])
وهذا عمل([16]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق