لص ورع
قصة ذكرها الإمام تاج الدين السبكي
رحمه الله تعالى في [ طبقات الشافعية الكبرى ] في ترجمة : القاضي برهان الدين بن
الفركاح الفزاري .
و ذكرها الإمام ابن الجوزي رحمه الله
في كتاب [ الأذكياء ] مختصرة :
{ أخبرنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا
عبد الله الحميدي ، قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران ، قال :
أخبرنا أبو الحسين بن دينار ، قال : أنبأنا أبو طالب عبيد الله ابن أحمد الأنباري
، قال : حدثنا يموت بن المزرع عن المبرد ، قال : حدثني أحمد بن المعدل البصري قال
:
كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز
الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال أعجوبة .
قال : ما هي ؟.
قال : خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن
أصحرت وبعدت عن البيوت ، بيوت المدينة ، تعرض لي رجل فقال : اخلع ثيابك .
فقلت : وما يدعوني إلى خلع ثيابي .
قال : أنا أولى بها منك .
قلت : ومن أين ؟.
قال : لأني أخوك ؛ وأنا عريان وأنت مكس
.
قلت : فالمواساة .
قال : كلا ؛ قد لبستها برهة ، وأنا
أريد أن ألبسها كما لبستها .
قلت : فتعريني ، وتبدي عورتي .
قال : لا بأس بذلك ؛ قد روينا عن مالك
أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا .
قلت : فيلقاني الناس ، فيرون عورتي .
قال : لو كان الناس يرونك في هذه
الطريق ما عرضت لك فيها .
فقلت : أراك ظريفا ؛ فدعني حتى أمضي
إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك .
قال : كلا ؛ أردت أن توجه إلى أربعة من
عبيدك فيحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد .
قلت : كلا ؛ أحلف لك أيمانا أني أوفي
لك بما وعدتك ولا أسوءك .
قال : كلا ؛ إنا روينا عن مالك أنه قال
لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص .
قلت : فأحلف أني لا أحتال في أيماني
هذه .
قال : هذه يمين مركبة على أيمان
اللصوص.
قلت : فدع المناظرة بيننا ؛ فوالله
لأوجهن إليك هذه الثياب طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم رفع رأسه ؛ وقال : تدري فيم
فكرت ؟.
قلت : لا !
قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة ؛ وأكره أن أبتدع في
الإسلام بدعة يكون علي وزرها و وزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع
ثيابك .
قال : فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها
وانصرف. }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق